ذاكرة بيت حجري في باب السباع
في قلب حي باب السباع، يقف بيت حجري
قديم كأنه شاهد على قرون من الحياة، ليس مجرد بناء بل سجل حيّ لذاكرة المدينة.
العائلة التي تسكنه اليوم ترى في جدرانه أكثر من مجرد حجارة؛ إنها صفحات من كتاب
طويل كتبه الأجداد بأيديهم. كل غرفة تحمل قصة، من ليالي الشتاء حول المدفأة حيث
كانت الحكايات الشعبية تُروى للأطفال، إلى أصوات الصغار الذين كبروا ورحلوا تاركين
خلفهم صدى ضحكاتهم. البيت أصبح رمزاً لاستمرار الروابط بين الماضي والحاضر، حيث
يلتقي الحنين بالواقع، ويُعيد تشكيل الهوية الجماعية لأهل الحي. هذا البيت يروي
حكاية مدينة بأكملها، ويجسد كيف يمكن للذاكرة أن تكون جسر عبور نحو المستقبل، وكيف
أن الحجر يمكن أن يتحول إلى لغة تحفظ الوجدان الجمعي وتمنح الأجيال القادمة شعوراً
بالانتماء.
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked *





